الالتزام بالتکاليف الشرعية المنوطة من قبل الله تعالى ، والشاهد على ذلک ما ورد في القرآن الکريم ، کقوله تعالى : ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ) (١) کذلک قوله تعالى في حکاية لسان السحرة الذين آمنوا بدين ورسالة موسى ) : ( قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ * إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَىٰ * وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ ). (٢)
ويمکن أن يقال : إن خفاء مثل هذه الحقيقة الأساسية في واحدة من الرسالات السماوية ، دليل واضح لا يقبل الشک والترديد في تدخل اليد البشرية في صياغة عبارات التوراة التي کتبت بعد موسى ٧ ومما لحقها من التحريف والتغيير والتبديل في حقيقتها على أساس ما يوافق شهواتهم ونزواتهم وميولاتهم ورغباتهم النفسية ، وإلاّ کيف يمکن لنا أن نقبل رسالة سماوية تنسب الزنا وارتکاب الموبقات التي يستقبحها عوام الناس فضلا عن علمائها وأنبيائها ، کما جاء في بعض نصوصها المکتوبة کالنص التاسع عشر من سفر التکوين الذي ينسب فعل الزنا للنبي لوط ) ، ثم أنّ السيد الخوئي بعد ما نقل مجموعة من النصوص المذکورة في کتاب التوراة من سفر التکوين ، ومنها ما جاء في الإصحاح التاسع عشر من سفر التکوين الذي يُحکي فيه « قصة لوط » مع ابنتيه في الجبل ، وکيف أن احتالا عليه ؛ إذ قالت الکبيرة لأختها الصغيرة : ( أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا ... هلمي نسقي أبانا خمراً ، ونضطجع معه ، فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلک الليلة ، واضطجعت معه کبيرة ، وفي الليلة الثانية سقتاه خمراً أيضاً ، ودخلت معه
ــــــــــــــــ
١. الأعراف ، ١٤٥.
٢. طه ، ٧٢ ـ ٧٦.