کلمة الناشر
من أهم المسائل التي سعي الانسان دوماً إلى فکّ رموزها ومعرفة أسرارها ، هو الدين والحقائق الدينية ، وسنّة التفکير الثرى التي تستلهم من شعاع مدرسة أهل البيت : تحظى بالسموّ والتقدم إلى درجة أنها استطاعت بتأسيس الأنظمة العقلانية والفلسفية المتعالية أن تهيئ للإنسان إمکانية فهم وإدراک معارف الدين العالية.
وفي مهد الثقافة الإسلامية وحيث العناية الخاصة التي يوليها ديننا العزيز للتفکير العقلائي ، ظهرت قمم رفيعة من المفکّرين والعقليين الذين يُعدّ کل واحدٍ منهم ضمن عصره افتخاراً عظيماً في تاريخ الحضارة على سطح الأرض ، وآية في نظام الخلق.
ومن بين هؤلاء يحظى الشيخ ابن سينا بامتياز حيث انه استطاع من خلال وضع قواعد منهج مرتب ومنتظم من الأصول المشائية والمقولات العقلائية الفلسفية ، أن يوفّق في الإسهام بفکّ رموز الکثير من المعارف الاعتقادية الإسلامية بشکل منقطع النظير ، ومع کل هذا يجب القول إن مسألة المعاد أو الحياة بعد الموت ، التي تعدّ إلى جانب الاعتقاد بالله وتوحيده من أهم قواعد الاعتقاد للأديان الکبري سيما دين الإسلام ، هي مسألة أخرى لم تدرک أسرارها ولم تحلّ رموزها ، فبقيت بکراً عذراء ، حتى إن تبوغ ابن سينا وذکاءه الثرّ توقّف عند المعاد الجسماني ، والذي دفع مفکّراً إسلامياً کبيراً آخر أعني به الإمام أبا حامد الغزالى إلي محاکمة الفلسفة والفلاسفة أمثال ابن سينا ، حتى وصل إلى حدّ تفکيرهم.
إن التناقض والتهافت الذي نسبه الغزالي إلى الفلاسفة ، لم يجب عنه ابن رشد في تهافت الهافت بشکل کامل ، لذلک کان يتوجب أن تظهر نجوم