ذلك ، وحين أراد الباني أن يدخله حيا في الاسطوانة أخذته الرقة والرحمة ، فترك في الاسطوانة فرجه يدخل منها الريح ، وقال للغلام : لا بأس عليك فاصبر فاني سأخرجك في جوف الليل إذا جنّ.
ولما دخل الليل أتاه ، وأخرجه من الاسطوانة؛ وقال له اتق اللّه في دمي ودم الفعلة الذين معي ، وغيب شخصك ، فاني أخرجتك خوفا أن يكون جدك خصمي يوم القيامة. فقال له الغلام : سأفعل ، ولكن لي اُم ، وهي في مكان كذا ، فاذهب إليها ، وعرفها أني قد نجوت ، وأن عودي إليها غير ممكن. قال الباني : ذهبت إلى الموضوع الذي دلني عليه ، فسمعت دويا كدوي النحل من البكاء فعلمت أنها أمه ، فدنوت منها ، وعرفتها الخبر ، وأعطيتها شيئا من شَعره ، وانصرفت (١).
ويحيى بن عبد اللّه بن الحسن : هو الآخر مات خنقا في سجن هارون الرشيد ، وقيل بل بنى عليه اسطوانة وهو حيّ أيضا (٢).
وحبس الرشيد محمد بن يحيى بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب ومات في محبسه (٣).
وضرب الحسين بن عبداللّه بن إسماعيل بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب ، ضربه بالسوط ضربا مبرحا ، حتى مات (٤).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٠ ـ ٩١ / ٢ باب ٩.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٤٠٣.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٤١١.
(٤) مقاتل الطالبيين : ٤١٢ / ٤٤.