الأذى والمضايقات بتفتيش داره بين حين وآخر (٣) ، ثمّ حبسه واعتقاله أكثر من مرّة (٤).
إلى غير ذلك من المآسي التي يعجز القلم عن تسطيرها فضلاً عن إساءة الأدب مع الإمام العظيم يوم أحضره إلى مجلس شربه ولهوه وناوله كأسه الذي في يده!
فأجابه عليهالسلام : ما خامر لحمي ودمي قط فاعفني منه ، فعفاه طالبا أن ينشده شعرا ، فصفعه الإمام بعظته البالغة التي نزلت على أسماعه وأسماع ندمائه كالصاعقة ، وأوّلها :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم |
|
غلب الرجال فما أغنتهم القلل |
واستنزلوا بعد عزٍّ عن معاقلهم |
|
وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا |
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا |
|
أين الأسرّة والتيجان والحلل |
إلى آخر الأبيات (١).
وإلى هذه القصّة يشير الشاعر بقصيدته التي مطلعها :
وكم أساء المتوكّل الأدب |
|
أحضره عند الشراب والطرب |
__________________
(١) ينظر : أصول الكافي١ : ٤٩٩ / ٤ باب مولد أبي الحسن الهادي عليهالسلام ، والإرشاد٢ : ٣٠٣ ، والثاقب في المناقب : ٥٣٩.
(٢) معاني الأخبار : ١٢٣ ، والخصال : ٣٩٤ / ١٠٢ ، ومناقب ابن شهرآشوب٤ : ٤٣٩.
(٣) مروج الذهب٤ : ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، والبداية والنهاية١١ : ١٥ ، ووفيّات الأعيان / ابن خلّكان٣ : ٢٧٢.