عهد النبي صلىاللهعليهوآله إذ كان قلة من صفوة الصحابة قد عرفوا بهذا اللقب «شيعة علي» وتميزوا به منذ ذلك الوقت ، وهم : أبوذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان. فقد كان هؤلاء الصحابة الكرام يعرفون بشيعة علي. ولذا قال أبو حاتم الرازي : إن أول إسم لمذهب ظهر في الإسلام هو «الشيعة» وكان هذا لقب أربعة من الصحابة : أبوذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان (١).
وفي السياق نفسه يأتي التأكيد النبوي على حبّ علي ، مائزا بين المؤمنين وبين المنافقين :
أخرج مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم ، عن علي عليهالسلام ، قال : «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبيّ إليّ : لا يحبني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق» (٢). حتى اشتهر عن الأنصار معرفتهم المنافقين ببغضهم علي عليهالسلام :
عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه قال : إنا كنا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الانصار ـ ببغضهم علي بن أبي طالب. ورُوي مثله عن جابر بن عبداللّه الانصاري أيضا (٣).
__________________
(١) كتاب الزينة / أبو حاتم الرازي : ٢٥٩ ، تحقيق عبداللّه سلوم السامرائي.
(٢) صحيح مسلم ١ : ٨٦ / ١٣١ (كتاب الإيمان) ، سنن الترمذي ٥ : ٦٤٣ / ٣٧٣٦ ، سنن النسائي ٨ : ١١٦ (كتاب الإيمان) ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٢ / ١١٤ ، مصابيح السنة ٤ : ١٧١ / ٤٧٦٣ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٦٨.
(٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٥ / ٣٧١٧ ، الاستيعاب ٣ : ٣٦ ، اُسد الغابة ٤ : ٣٠ ، جامع الاُصول ٩ : ٤٧٣ / ٦٤٨٦.