مرابطا في العراق.
وكانت شعارات الثائرين مع زيد «يا أهل الكوفة ، اخرجوا من الذل إلى العز ، وإلى الدين والدنيا» (١).
ويبدو أن الدعوة إلى الثورة لقيت استجابة واسعة من الجماهير المسلمة في أقطار كثيرة من بلاد الإسلام ، فقد بويع زيد على الثورة في الكوفة ، والبصرة وواسط ، والموصل ، وخراسان ، والري ، وجرجان. ولقد كان حريا بثورته أن تنجح لولا اختلال التوقيت ، فقد حدث ما دفع زيدا إلى إعلان الثورة قبل الموعد الذي بينه وبين أهل الأمصار (٢).
وقد تكوّن بفضل هذه الثورة جهاز ثوري دائم على استعداد للمساهمة في كل عمل ثوري ضد السلطة. وهو طائفة الزيدية الذين يرون أن الإمام المفترض الطاعة هو كل قائم بالسيف ذودا عن الدين ضد الظالمين.
قال ولهاوزن :
«ولئن كان عصيان زيد قد انتهى انتهاءً مفجعا فإنّه مهم. ذلك أن ثورات الشعب التي حدثت بعده والتي أدت إلى انهيار دولة دمشق انهيارا نهائيا كانت ذات علاقة بها ، وسرعان ما ظهر أبو مسلم بعد وفاة يحيى آخذا بثأره قاتلاً قتلته» (٣).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٣٩.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٣٥ ـ ١٣٦.
(٣) الدولة العربية : ٢٧١.