الذي استقامت له ولاية الموصل أطول مدة من الزمن رغم أنه عزل عنها ثلاث مرات لكن يعود إلى إمرتها من جديد ، وقتل فيها سنة ٣١٧ هـ ، لكي يكمل من بعده ابنه الآخر علي الذي لقب بسيف الدولة ملكا مجاورا في حلب.
وقد تمكن أبو الهيجاء أن يقنع الخليفة المكتفي بأن يوليه إمرة الموصل وأعمالها لأول مرة سنة ٢٩٣ هـ وهو التاريخ الذي يذهب كثير من المؤرخين إلى أنه البداية الحقيقية لدولة بني حمدان.
وإذا ما تتبعنا تاريخ إمرة أبي الهيجاء للموصل ، وجدناه قد وليها ثلاث مرات منذ سنة ٢٩٣ هـ حتى سنة ٣١٧ عزل خلالها مرتين ، إحداهما سنة ٣٠١ والأخرى حينما قبض عليه مع إخوته في بغداد سنة ٣٠٣ هـ ، ويلاحظ أن فترة بعده عن الموصل بعد عزله في المرة الثالثة قد طالت بعض الوقت.
دخل البريديون بغداد سنه ٣٣٠ هـ ، فاضطر الخليفة المتقي أن يلتمس لنفسه مكانا للنجاة فلم يجد خيرا من الموصل ، حيث الأمير الحمداني القوي القادر علي حمايته وإعادة عرشه إليه ، فيمم وجهه شطرها وبرفقته أمير الأمراء أبو بكر محمد بن رائق ، ولما كان الأمير الحمداني طموحا ، نزّاعا إلى توطيد ملكه ، نهّازا للفرص فقد أرسل إلى ابن رائق من قتله.
ولم يشأ الأمير الحمداني أن يضيع وقتا فاصطحب الخليفة وسار على رأس جيش كبير معقود لواؤه على أخيه الأصغر علي ، وما كاد الركب يصل بغداد حتى نجا البريديون بأنفسهم ، وفروا أمام الجيش الحمداني ، وعاد الخليفة إلى قصره آمنا مطمئنا ، فأنعم على الحسن بن حمدان بلقب (ناصر