الدولة ، ثم سار منها إلى حمص فلقيه بها عسكر الأخشيد محمد بن طغج صاحب الشام ومصر مع مولاه كافور واقتتلوا فانهزم عسكر الأخشيد وكافور وملك سيف الدولة مدينة حمص وسار إلى دمشق فحصرها فلم يفتحها أهلها له فرجع وكان الأخشيد قد خرج من مصر إلى الشام وسار خلف سيف الدولة فالتقيا بقنسرين فلم يظفر أحد العسكرين بالآخر ورجع سيف الدولة إلى الجزيرة ، فلما عاد الأخشيد إلى دمشق رجع سيف الدولة إلى حلب. ولما ملك سيف الدولة حلب سارت الروم إليها فخرج إليهم فقاتلهم بالقرب منها فظفر بهم وهزمهم.
ويقول الدكتور فيصل السامر : لعل أهمية الدولة الحمدانية (في حلب) لا يكمن في كونها مجر دولة مستقلة من تلك الدويلات الكثيرة التي ظهرت أبان ضعف السلطة المركزية وضياع هيبة الخلفاء العباسيين فحسب ، ولا مجرد كونها مركزا هاما من مراكز الاشعاع الثقافي والجذب الفكري في تلك الحقبة الزاهرة حضاريا من تاريخ الدولة العربية الاسلامية ، بل لكونها إحدى الدويلات العربية القلائل التي قامت على حساب الخلافة العباسية. ولأنها وقفت سدا منيعا في وجه الغزو البيزنطي الذي كان يستهدف بيت المقدس.
ويقول الدكتور فاروق عمر : في الجزيرة الفراتية ظهر الحمدانيون ويمثل ظهورهم قوة نفوذ القبائل العربية في هذه المنطقة بحيث استطاعت أن تكون كيانات سياسية واضحة ، حيث استطاعت قبيلة تغلب أن تكون الدولة الحمدانية في الموصل وحلب.