جامعا باسمه. وقد «ضبط البلد أحسن ضبط ، ولم يظهر لفقد عمه أثر لكفايته».
ثم خلفه في الحكم أخوه فخر الملك الذي سطرت طرابلس في عهده سجلاً من الصمود تفخر به طرابلس على مر التاريخ ، حيث وقفت بقيادته تتحدى الهجمة الصليبية عشر سنوات حتى سقطت بأيديهم سنة ٥٠٢ هـ ـ ١١٠٩ م. ثم وزر لأمير الموصل حتى عام ٥١٣ هـ. وانقطعت أخباره بعد سنة ٥١٤ هـ.
وقد بلغ المستوى الحضاري والثقافي أوجه في طرابلس على عهد هذه الأسرة ، التي فاقت شهرتها في العلم كل ما كان لها من صفات حربية. واهتم رجالها ببناء المساجد في طرابلس وحلب وغيرها من مدن الشام ، ويذكر «ابن الشحنة» أن القضاة بني عمّار أصحاب طرابلس الشام هم الذين بنو الجهة الشرقية في الجامع الكبير بحلب. وهو المعروف الآن بالجامع الأموي.
ومن مفاخر بني عمّار ـ غير ما تقدم ـ أن مجالس العلم كانت تقام في (دار العلم) التي أقيمت خصيصا لتدريس العلوم المختلفة ، ومن حلقات التعليم في هذه الفترة الحلقة التي يقيمها أبو عبداللّه الطليطلي ، الناظر على دار العلم وقد حضر حلقته الكثير من الأدباء والشعراء والمهتمين بدراسة اللغة والنحو ، وقد تخرج على يديه الشاعر الفارس المؤرخ (أسامة بن منقذ) صاحب كتاب (الاعتبار) حيث درس عليه النحو قرابة عشر سنين. كذلك فقد غشي حلقته الدراسية بطرابلس الشاعر المشهور (ابن الخياط) صاحب الديوان.