وإلى جانب حلقات التعليم كانت هناك لقاءات أدبية تتم بين عدد من الأدباء أو الشعراء في أماكن غير المسجد والمدرسة ، مثل اللقاءات التي كانت تتم في دكان أحد العطارين بطرابلس ، ويدعى أبو الفضل النصراني ، أو عند متتزهات طرابلس وفي أسواقها ، فابن الخياط كان يتردد مع أبي الحسين هبة اللّه بن الحسن الحافظ على دكان العطار ويتجاذبان الأشعار كما كانوا يخرجون إلى عين ماء خارج طرابلس ويتطارحون الأشعار ، كذلك كانت حلقات المناظرة تقام بين الفقهاء والشعراء في قصور بني عمّار ، ومنها المناظرة التي جرت بين القاضي ابن أبي روح وبين بعض فقهاء المالكية ، والمناظرة بين الحسين بن بشر الإطرابلسي المتولي على دار العلم وبين الخطيب البغدادي.
كما كان بنو عمّار يقيمون مسابقات الشعراء يتبارون فيها على تأليف القصائد. فقد ذكر العماد الأصفهاني نقلاً عن ابن النقار الطرابلسي أن فخر الملك اقترح على الشعراء أن يعملوا قصيدة على وزن قصيدة ابن هاني الأندلسي وجعل للفائز جائزة ، ففاز بها الشاعر أبو الحسن علي بن إبراهيم المصري.
وكان الطرابلسيون إذا استشكل عليهم أمر فقهي يكتبون إلى أشهر العلماء والفقهاء في البلاد يسألونهم ويستفتونهم ، والمسائل الطرابلسية التي أجاب عنها السيد المرتضى تدل على ذلك. ومن بين المسائل التي أجاب عنها ، مسائل تعرف بالمسائل (التبانية) نسبة إلى التبانة وهي حي من أحياء طرابلس