الشيعة والسنّة في مختلف أبواب الفقه ، وتعرض في كل مسألة لما يسند الجانبين من الأدلة ، وناقش آراء المذاهب الأخرى في كثير من المسائل. والكتاب ـ رغم قدمه ـ قيِّم لا يستغني عنه باحث فقيه.
وقبله كتب السيد المرتضى كتاب (الانتصار) ويقال إن له أيضا : (متفردات الامامية) صنفه للوزير عميد الدين في بيان الفروع التي شنع على الشيعة بأنهم خالفوا فيها الاجماع.
وقبل الجميع ظهر كتاب (الاعلام فيما اتفقت الامامية عليه من الاحكام مما اتفقت العامة على خلافهم فيه) للمفيد ، ألفه بطلب تلميذه المرتضى.
وبهذا يتّضح أنّ فقهاء الشيعة هم أوّل من فتح باب الدراسات الفقهية المقارنة بين المذاهب الإسلامية ، حيث لم يسبقهم إلى هذا أحد.
٤ ـ ومن ملامح هذا العصر : ظهور (الاجماعات) والاستدلال بها ، ذلك أن توسع البحث الفقهي وتكامله دفع الفقهاء إلى استكشاف أدلة جديدة للاستنباط ، فيما إذا لم يجدوا في المورد نصا أو لم يقتنعوا بسلامة النص من حيث السند ، أو الدلالة.
فوجدوا في إجماع فقهاء المذاهب عامة ، أو فقهاء الشيعة في عصر واحد ، دليلاً على وجود نص شرعي يجوز الاعتماد عليه.
وظهر الاحتجاج بالاجماع بصورة واضحة في هذا العصر وعند الشيخ الطوسي بصورة خاصة.