والمطالعات.
٢ ـ ومن ملامح هذا العصر : تفريع المسائل الفقهية واستحداث فروع جديدة لم تتعرض لها نصوص الروايات.
والسر واضح ، فلم يقدَّر للفقه الجعفري أن يدخل قبل هذا العصر دور المعالجة والصناعة ، وتفريع فرع على فرع آخر ، أو حكم شرعي أو قاعدة شرعية تحتاج إلى شيء أكثر من استعراض نصوص الأحكام والقواعد ، فلا يتم ذلك عادة من غير المعالجة والصناعة ، وهذا لم يتوفر للبحث الفقهي قبل هذا العهد.
٣ ـ والظاهرة الثالثة من ملامح هذا العصر : ظهور (الفقه المقارن) أو (الخلافي). فحينما تمركزت المدرسة الشيعية في الفقه في بغداد وفرضت وجودها على الأجواء العلمية في حاضرة العالم الإسلامي ، أدّى ذلك إلى خصوبة البحث الفقهي ، فالخلاف والانشقاق دائما يؤدي إلى الخصوبة ، لا العقم.
وكان من آثار ذلك أن تفرغ فقهاء الشيعة لبحث المسائل الخلافية بصورة موضوعية ، وبشكل مسهب وظهر هذا النوع من البحث الفقهي لأول مرة في هذا العصر على يد المفيد والمرتضى والطوسي.
وتوسع الشيخ الطوسي بشكل خاص لدراسة هذا الجانب من البحث الفقهي في كتابه الكبير (الخلاف) بشكل موسع تناول فيه المسائل الفقهية لدى