المبسوط للشيخ الطوسي ، كما إنّ الاستدلال الفقهي في السرائر أوسع منه في كتاب المبسوط.
إنّ الفكر العلمي قد نما واتّسع في عهد ابن إدريس وعلى يديه بكلا جناحية الأصولي والفقهي حتى وصل إلى المستوى الذي يصحّ للتفاعل مع أراء الشيخ الطوسي ومحاكمتها.
واستمرّت الحركة العلمية التي نشطت في عصر ابن إدريس تنمو وتتّسع وتزداد ثراء عبر الأجيال ، وبرز في تلك الأجيال نوابغ كبار صنّفوا في الأصول والفقه وأبدعوا ، سنقتصر على ذكر بعضهم ، ويأتي في طليعتهم :
٢ ـ المحقق الحلي (٦٧٦ هـ) : نجم الدين أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلي ، رائد مدرسة الحلة الفقهية ومن كبار فقهاء الشيعة.
وكان مجلسه يزدحم بالعلماء والفضلاء ممن كانوا يقصدونه للاستفادة من حديثه ، والاستزادة من علمه (١).
خلّف المحقق الحلّي كتبا قيمة في الفقه لايزال الفقهاء يتناولونها ، ويتعاطونها باعتزاز كـ (شرايع الاسلام) في مجلدين ، وكتاب (النافع) ، وكتاب (المختصر النافع) ، وكتاب (المعتبر) في شرح المختصر ، وكتاب (نكت النهاية) ، وكتاب (المعارج) في أصول الفقه وغيرها.
٣ ـ العلامة الحلي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ) : جمال الدين حسن بن يوسف بن
__________________
(١) الكنى والألقاب ٣ : ١٣٤ ، مجالس المؤمنين ١ : ٥٧ مترجم عن الفارسية.