فقد حاول في كتابه هذا أن يجمع آراء مختلف المذاهب الاسلامية ، ويناقش ذلك كله بموضوعية وهدوء يعز مثله في الدراسات المقارنة الأخرى.
٣ ـ حصل الاختلاف في بعض مسائل الفروع الفقهية في هذا العصر بين فقهاء الامامية أنفسهم نتيجة لابتعادهم عن عصر الإمام ، واختلافهم في سلامة الروايات من حيث السند والدلالة. وكان لابد للفقيه نتيجة لتشعب الآراء والمذاهب في استنباط الأحكام وتذوّق المسائل ، أن يلمَّ بمختلف وجوه الرأي في المسألة حتى يستطيع أن يحكم في المسألة على ضوء استنباطه.
فلبّى هذه الحاجة العلامة الحلي ، حيث جمع المسائل المختلف فيها بين علماء الطائفة في كتابه الكبير الضخم (المختلف).
ولئن كان الشيخ الطوسي بلغ قمة الفكر الفقهي لمدرسة بغداد فقد بلغ العلامة الحلي قمة الفكر الفقهي لمدرسة الحلة.