أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم » (١) ، ولابن عمر ولغيره أقوال في هذا السبيل ستأتي في « شهادات التكريم ».
وتتبين لنا قيمة تفسير ابن عباس من رجوع بعض الصحابة إليه ، وحسبنا أن فيهم من هم أكبر منه سنّاً وأطول صحبة ، وحتى أنّه كان على صغر سنه يُقرء جماعة من المهاجرين ، عرفنا منهم باسمه عبد الرحمن بن عوف كما في البخاري في حديث الفلتة « باب رجم الحبلى » ، وقد مرّ اسم عمر أيضاً نقلاً عن « ذخائر العقبى » للمحب الطبري ، وكان يرجع إليه عمر حين يسأل الصحابة عن معنى آية من كتاب الله ، فلا يجد عندهم ما يرضيه ، فيسأل ابن عباس فيجيبه بما عجز عنه غيره ، وقد مرّت بعض مسائله منه في الحلقة الأولى في « عهد عمر » (٢) وفي هذه أيضاً ، وسوف يأتي في موارد آياتها من التفسير إن شاء الله تعالى في الحلقة الثالثة.
أمّا رجوع التابعين إليه ، فحسبنا ما مرّ بنا من ذكر مدارسه ، وذكر ثمارها.
ولا ننسى قول مجاهد وهو تلميذه ـ وكان قد عرض عليه القرآن ثلاثين عرضة يسأله عن كلّ آية فيفسرها له ـ فكان يقول : « إذا فسّر الشيء رأيت عليه النور ». ومن هذا النص تصح دعوى أنّ ابن عباس أوّل من أملى في التفسير.
____________
(١) أنظر تاريخ بغداد للخطيب ١ / ١٨٥ ، البداية والنهاية لابن كثير ٨ / ٣٣١.
(٢) موسوعة عبد الله بن عباس / ج٢ / الفصل٣.