يعني بالضرورة قبول جميع ما نراه منسوباً إلى ابن عباس ، كيف وقد نجد الرأيين المتضادين في تفسير آية واحدة وربما برواية راوٍ واحد ، وفي تفسير الطبري نماذج من ذلك ، فليرجع إليه من شاء خصوصاً في روايات عكرمة وعطية العوفي.
فكان جلّ المفسرين من التابعين هم من تلامذته.
قال صاحب « كتاب المباني » : « وقد أخبرناك فيما تقدم من كتابنا عن حالة ابن عباس وتقدّمه في التفسير وتخصيص الله سبحانه إياه بهذا النوع الجليل الخطير ، وفيه قدوة لصاحب الحجة والتبصير ، ثم من اشتهر بعلم التفسير من التابعين كسعيد بن جبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ـ وليس بعكرمة بن أبي جهل ـ وكذلك أبو صالح باذام ـ ومن الناس من يقول باذان مولى أم هانئ ـ ومجاهد بن جبر ، وأبو العالية الرياحي ، والضحاك بن مزاحم ، وعليّ بن أبي طلحة ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ، والحسن البصري ، وقتادة بن دعامة ، وهؤلاء كلّهم أخذوا عن ابن عباس ، ما خلا قتادة ، فإنّه لم يُعرف له صحبة مع أحد من الصحابة غير أنس ابن مالك عن أبي الطفيل ، إلاّ أن يكون قد رأى بعضهم ولم تكثر صحبته له ولا سماعه منه. وكذلك الحسن فإنّه لم تعرف له كثير صحبة مع ابن عباس ، وإنّما روى ما روى عنه من خُطب قام بها ابن عباس رضي الله عنه بالبصرة فيما يقال ، وروى عن عبد الملك بن ميسرة ، قال : لم يلق الضحاك ابن عباس ، إنّما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه ، وهذا بعيد لكثرة ما روى الضحاك عن ابن عباس من غير أن