سبق أن قلنا ليت الإمام الشافعي أدلى بحجته في ذلك لنرى فيها رأينا ، وكيف يمكن لباحث أن يعتمد قولاً في المقام من دون حجة ، مع أنّ ابن عباس أشهر من روى عنه التفسير من الصحابة؟ وقد قيل عنه رئيس المفسرين أو شيخهم ، وأطلق عليه لقب ترجمان القرآن وهو لقب لم يحض به أيّ أحد من الصحابة فضلاً عن غيرهم ، وقد أحتل المرتبة الأولى في العدّ لمشهوري المفسرين من الصحابة ، كما أنّ تلامذته أحتلوا المرتبة الأولى من دون تلامذة الآخرين من مفسري الصحابة ، وقد كان علماء العواصم الإسلامية مثل مكة والمدينة والكوفة والبصرة وغيرها في التفسير والحديث والفقه من مشاهير تلامذته ، كمجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة مولى بن عباس ، وطاووس ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية العوفي ، ولكلّ واحد من هؤلاء تفسير ينتهي في روايته إليه.
ولم يكن هؤلاء هم وحدهم الذين أخذوا عنه التفسير ووصلت رواياتهم إلى المتأخرين ، فعلي بن أبي طلحة الوالبي ـ وقد مرّت الإشارة إلى صحة روايته في التفسير عنه ـ وكما قد مرّ ذكر الضحاك في تفسيره عن ابن عباس ، عند ذكر الرواة عنه وتلامذته ، ومنهم أبو صالح المؤذن مولى أم هاني كما في ترجمته من تلامذته والرواة عنه ، فراجع.