الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فظننت أنّها منها ، فقبض رسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبيّن لنا أنّها منها ، فلم أكتب بينهما سطر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ) ».
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه على ذلك (١).
فمن كان يعترض على عثمان وهو خليفة وقته ، ولا يبالي بنقده ، كيف يسكت على ما روي عنه ممّا تقدم وهو يرى المصحف بخلافه؟!
على أنّ حديث ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة فلي عليه أيضاً تحفّظ! كيف يقول ذلك لعثمان وهو الذي كان قد سأل عنه ابن عمه أمير المؤمنين عليه السلام ، فيما أخرجه الحاكم : « عن يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن ابن عباس ، قال : سألت عليّ بن أبي طالب « رضي الله عنه » لِم لَم تكتب في براءة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ)؟ قال : « لانّ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ ) أمان ، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان » (٢).
٦ ـ أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التفسير في سورة : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (٣) بسنده : « عن سعيد ابن جبير ، عن ابن
____________
(١) المستدرك ٢ / ٣٣٠.
(٢) مستدرك الحاكم ٢ / ٣٣٠ والحديث مسلسل بالأبناء عن الآباء من يعقوب إلى ابن عباس.
(٣) المسد / ١.