٣ ـ أخرج البسوي في كتاب « المعرفة والتاريخ » ، بسنده : « عن سعيد ابن مرجانة ، قال : جلست إلى عبد الله بن عمر فتلا هذه الآية : (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١).
فبكى حتى سمعت نشيجه ، فقمت حتى أتيت ابن عباس فأخبرته ، بما تلا ابن عمر ، فقال : يغفر الله لأبي عبد الرحمن قد وجد المسلمون منها حين نزلت ما وجد عبد الله ، فأنزل الله عزوجل : (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (٢).
فكانت الوسوسة ممّا لا طاقة للمسلمين به ، وصار الأمر بعد إلى قضاء الله إنّ للنفس ما كسبت وعليها ما أكتسبت في القول والفعل » (٣).
٤ ـ أخرج الطبري في تفسيره ، قوله تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) (٤).
« قال ابن زيد : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السبحة وفرغ دخل مربداً له ، فأرسل إلى فتيان قد قرؤوا القرآن منهم ابن عباس
____________
(١) البقرة / ٢٨٤.
(٢) البقرة / ٢٨٦.
(٣) المعرفة والتأريخ ١ / ٤٠٤ ط أوقاف بغداد.
(٤) البقرة / ٢٠٦.