فأقول كما قال العبد الصالح : (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١) » (٢).
٤ ـ أخرج أحمد في مسنده ، عن ابن عباس ، قال : « لمّا نزلت : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (٣) ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « نُعيت إلي نفسي ، بأنّه مقبوض في تلك السنة » (٤).
٥ ـ أخرج أحمد في مسنده ، عن ابن عباس ، قال : « نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متوار بمكة : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) (٥) ، قال : وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فلمّا سمع ذلك المشركون سبوّا القرآن وسبوّا مَن أنزله ومَن جاء به ، قال : فقال الله عزوجل لنبيّه : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) ، أي بقرآءتك فيسمع المشركون فيسبّوا القرآن (وَلا تُخَافِتْ بِهَا) عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك (وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) » (٦).
٦ ـ أخرج أحمد في مسنده ، عن ابن عباس : « إنّ رجلاً أتى عمر ،
____________
(١) المائدة / (١١٧) ـ ١١٨.
(٢) مسند أحمد ٣ / ٣٥٠ / ٢٠٩٦.
(٣) النصر / ١.
(٤) مسند أحمد ٣ / ٢٦٥ / ١٨٧٣.
(٥) الإسراء / ١١٠.
(٦) مسند أحمد ٣ / ٢٥٧ / ١٨٥٣.