قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم مثلها من شيء.
قال فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : قولوا : « سمعنا وأطعنا وسلّمنا » ، فألقى الله الإيمان في قلوبهم ، فأنزل الله عزوجل : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (١) » (٢).
٣ ـ أخرج أحمد في مسنده ، عن ابن عباس ، قال : « قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموعظته فقال : « إنّكم محشورون إلى الله تعالى حُفاة عراة غرلا : (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (٣) ، فأوّل الخلائق يكسى إبراهيم خليل الرحمن عزوجل ، قال : ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال.
ـ قال أبو جعفر « أحد شيوخ أحمد » : ـ وأنّه سيُجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ أصحابي ، قال : فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم مذ فارقتهم ،
____________
(١) البقرة / (٢٨٥) ـ ٢٨٦.
(٢) مسند أحمد ٣ / ٣٤١ / ٢٠٧٠.
(٣) الأنبياء / ١٠٤.