وكذلك ما رواه ابن إسحاق أيضاً في إسلام سلمان الفارسي.
فقد رواه عن عبد الله بن عباس ، قال : « حدثني سلمان الفارسي ... وساق خبر إسلامه » (١) ، وقد مرّ من قبل.
وفي خصوص أسباب النزول فثمّة شواهد على أنّه قد روى بعضها عن غيره كما في سبب إنّ الجن كانوا يسترقون السمع.
روى ابن إسحاق في سيرته بسنده : « عن الزهري ، عن علي بن حسين ، عن ابن عباس ، قال : حدثني رهط من الأنصار قالوا : بينما نحن جلوساً مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة ، إذ رأى كوكباً ، فقال : « ما تقولون في هذا الكوكب الذي رُمي به؟ » فقلنا : يولد مولود ، يهلك هالك ، يملك ملك.
فقال رسول الله : « ليس كذلك ، ولكن الله عزوجل إذا قضى أمراً في السماء سبّح بذلك حملة العرش ، فيسبّح لتسبيحهم من يليهم ممن تحتهم من الملائكة ، فما يزالون كذلك حتى ينتهي التسبيح إلى السماء الدنيا ، فيقول أهل السماء الدنيا لمن يليهم من الملائكة ممّ سبحتم؟ فيقولون : ما ندري ، سمعنا مَن فوقنا من الملائكة سبّح فسبّحنا إليه عزوجل لتسبيحهم ، ولكنّا نسأل ، فيسألون مَن فوقهم ، فما يزالون كذلك حتى ينتهي إلى حملة العرش فيقولون : قضى الله عزوجل كذا وكذا ، فيخبرون به من يليهم حتى ينتهوا إلى أهل السماء الدنيا ، فيسترق الجن ما يقولون ، فينزلون به
____________
(١) نفس المصدر.