النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه ، فتعجبوا من تلك تعجباً شديداً ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « منها تتعجبون! إنّ القرآن أربعة أرباع ، فربع فينا أهل البيت خاصة ، وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وأنّ الله أنزل في عليّ كرائم القرآن » (١).
إلى غير ذلك من مواقف لا بن عباس رضي الله عنه أظهر فيها فضل أهل البيت عليهم السلام وخصوصاً منهم الإمام عليه السلام.
فقد روى الشيخ المفيد عن الصدوق بسنده : « عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت ابن عباس يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ذكر الله عزوجل عبادة ، وذكري عبادة ، وذكر عليّ عبادة ، وذكر الأئمة من ولده عبادة ، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنّ وصيي لأفضل الأوصياء ، وإنّه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه ، ومن ولده الأئمة الهداة بعدي ، بهم يحبس الله العذاب عن أهل الأرض ، وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم ، وبهم يستقي خلقه الغيث ، وبهم يخرج النبات ، أولئك أولياء الله حقاً ، وخلفائي صدقاً ، عدتهم عدّة الشهور وهي اثنا عشر شهراً ، وعدتهم عدّة نقباء موسى بن عمران » ، ثم تلا صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية : (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) (٢).
ثم قال : « أتقدر يا بن عباس إنّ الله يقسم بالسماء ذات البروج ، ويعني
____________
(١) شواهد التنزيل ١ / ٤٣.
(٢) البروج / ١.