٣ ـ عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (١) ، قال : « تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح محمد فأوثقوه بالوثاق ، وقال بعضهما أقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه ، فأطلع بنيتهم على ذلك ، فبات عليّ بن أبي طالب على فراش النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تلك الليلة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليّاً ، وهم يظنون أنّه رسول الله ، لمّا أصبحوا ثاروا إليه ، فلمّا رأوا عليّاً ردّ الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك؟ قال : لا أدري ، فاقتصّوا أثره ، فلمّا بلغوا الجبل اختلط عليهم ، فصعدوا فوق الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل ههنا لم يكن على بابه نسج العنكبوت فمكث فيه ثلاث ليال » (٢).
٤ ـ عن ابن عباس ، قال : « لمّا اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله! غدوا في اليوم الذي اتعدوا ، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة ، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت (٣) ، فوقف على باب الدار ، فلمّا رأوه واقفاً على بابها قالوا : من الشيخ؟ قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى أن لا يعدمنكم منه رأي ونصح. قالوا : أجل فادخل (٤).
____________
(١) الأنفال / ٣٠.
(٢) شواهد التنزيل ١ / (٢١١) ـ ٢١٢.
(٣) البت ـ كشط ـ : ثوب غليظ من الصوف ونحوه ، والجمع : بتات وبتوت.
(٤) كذا في النسخة الكرمانية ، وفي النسخة اليمنية : ( فأدخلوه ).