٤ ـ عن ابن عباس : « انّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمّا قدم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق ، وقدوم الغرباء عليه ، وليس في يده سعة لذلك.
فقالت الأنصار : إنّ هذا الرجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم ، تنوبه نوائب وحقوق ، وليس في يده لذلك سعة ، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم فتأتونه به فيستعين به على ما ينوبه من الحقوق ، فجمعوا له ثمانمائة دينار ، ثم أتوه فقالوا له : يا رسول الله إنّك ابن أختنا وقد هدانا الله على يديك ، تنوبك نوائب وحقوق ، وليست بيدك لها سعة ، فرأينا أن نجمع من أموالنا طائفة فنأتيك به فتستعين به على ما ينوبك ، وهو ذا ، فنزل : « قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا) (١) يعني لا أطلب منكم على الإيمان والقرآن جعلاً ولا رزقاً ، (إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) يعني إلاّ أن تحبوني وتحبوا أهل بيتي وأقربائي.
قال ابن عباس : فوقع في قلوب المنافقين من أهل المدينة شيء ، فقالوا : ما يريد منّا إلاّ أن نحبّ أهل بيته ونكون تبعاً لهم من بعده ، ثم خرجوا ، فنزل جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بما قالوا ، فأنزل الله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) (٢) يعني اختلاقاً الآية ، فقال القوم : يا رسول الله فإنّا نشهد أنّك صادق بما قلته لنا ، فنزل : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِه) (٣) » (٤).
____________
(١) الشورى / ٢٣.
(٢) الشورى / ٢٤.
(٣) الشورى / ٢٥.
(٤) شواهد التنزيل ٢ / ١٣٠.