عليهم الملائكة بأجنحتها ما داموا فيه حتى يخوضوا في حديث غيره ، وما سلك رجل في طريق يبتغي فيه العلم إلاّ سهّل له به إلى الجنّة ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه » (١).
وأعاده الخطيب ثانية عن أبي عمرو الشيباني عن ابن عباس.
وأيضاً جاء عنه في تفضيل طلب العلم على الجهاد ، ما رواه عنه علي الأزدي ، فقال : « سألت ابن عباس عن الجهاد؟ فقال : « ألا أدلّك على ما هو خير لك من الجهاد؟ تبني مسجداً تعلّم فيه القرآن وسنن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في الدين » (٢).
وجاء عنه أيضاً أنّه قال : « إنّ الشياطين قالوا لإبليس : يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ما لا تفرح بموت العابد ، والعالم لا تصيب منه والعابد تصيب منه ، قال : انطلقوا ، فانطلقوا إلى عابد فأتوه لعبادته فقالوا : إنّا نريد أن نسألك فانصرف ، فقال له ابليس : هل يقدر ربّك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال : لا أدري ، فقال : أترونه كفر في ساعة! ثم جاؤا إلى عالم في حلقته يضاحك أصحابه ويحدّثهم ، فقال له : إنّا نريد أن نسألك ، فقال : سل ، فقال : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ قال : نعم. قال : وكيف؟ قال : يقول : كن فيكون ، فقال : أترون ذلك لا يعدو نفسه ، وهذا يفسد علي عالماً كثيراً » (٣).
____________
(١) موضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٤٥٧.
(٢) جامع بيان العلم لابن عبد البر ١ / ٦٢.
(٣) الفقيه والمتفقه للخطيب ١ / ٢٦ ط دار احياء السنة النبوية.