حتى تقاض السماء السابعة ، فلأهل السماء السابعة أكثر من أهل ست سموات ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فيجئ الله فيهم والأمم جثي صفوف ، وينادي منادٍ : ستعلمون اليوم مَن أصحاب الكرم ، ليقم الحمّادون لله على كلّ حال ، قال : فيقومون فيسرحون إلى الجنّة ، ثم ينادي الثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين كانت (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (١) ، فيسرحون إلى الجنّة ، ثم ينادي الثالثة ستعلمون اليوم من (لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) (٢) ، فيقومون فيسرحون إلى الجنّة.
فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح فيقول : إنّي وكلّت منكم بثلاثة ، بكلّ جبّار عنيد ، فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حبّ السمسم ، فيحبس بهم في جهنم.
ثم يخرج ثانية فيقول : إني وكلّت منكم بمن آذى الله ورسوله فيلقطهم لقط الطير حبّ السمسم فيحبس بهم في جهنم.
ثم يخرج ثالثة ـ قال عوف : قال أبو المنهال : حسبت أنّه يقول ـ كلفّت بأصحاب التصاوير ، فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حبّ السمسم ، فيحبس بهم في جهنم.
____________
(١) السجدة / ١٦.
(٢) النور / ٣٧.