أن يخرج متوجّاً لونه كالثلج ، ووجهه كالقمر ، يرى الناظر وجهه في صفاء لون وجهه ، فانطلق حتى جلس على السرير ، ودانت له الملوك ، فعدل بين الناس ، فأحبّه الرجال والنساء ، وذلك قوله عزوجل : (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ) (١) ، ومثل ذلك في الإنعام الذي أنعمنا عليه أقدرنا يوسف على ما يريد في الأرض ـ يعني أرض مصر ـ » (٢).
٢٢ ـ في قوله تعالى : (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً) (٣).
عن ابن عباس ، قال : « أخبرني أُبيّ بن كعب قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنّ موسى قام خطيباً في بني إسرائيل ، فسُئل أيّ الناس أعلم؟ قال : أنا ، فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم لله ، فأوحى الله إليه : إنّ لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال موسى يا ربّ فكيف لي به؟ قال تأخذ معك حوتاً فتجعله في مكتل ثم أنطلق ، وأنطلق معه فتاه يوشع بن نون ، حتى إذا أتيا الصخرة ، وضعا رؤوسهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه ، فسقط في البحر ، وأتخذ سبيله في البحر سرباً ، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء ، فصار عليه مثل الطاق ، فلمّا استيقظ نسي صاحبه أن يخبر بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه : (آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً) (٤) ، قال : ولم يجد موسى
____________
(١) يوسف / ٢١.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٤١٩.
(٣) الكهف / ٦٤.
(٤) الكهف / ٦٢.