فما أختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك ، وإنّ الله لم ينزل شيئاً إلاّ وقد أصاب به الذي أراد ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ».
أخرجه بطوله الحاكم في المستدرك وصحّحه وأصله في الصحيح. قال ابن حجر في شرحه حاصل ما فيه السؤال عن أربعة مواضع :
الأوّل : في المسئلة يوم القيامة وإثباتها.
الثاني : كتمان المشركين حالهم وإفشاؤه.
الثالث : خلق الأرض أو السماء أيهما تقدم.
الرابع : الإتيان بحرف « كان » الدالة على المضي مع أنّ الصفة لازمة.
« وحاصل » جواب ابن عباس عن الأوّل : إنّ نفي المساءلة فيما قبل النفخة الثانية ، وإثباتها فيما بعد ذلك.
وعن الثاني : أنّهم يكتمون بألسنتهم فتنطق أيديهم وجوارحهم.
وعن الثالث : أنّه بدأ خلق الأرض في يومين غير مدّحوة ، ثم خلق السموات فسواهن في يومين ، ثم دحا الأرض بعد ذلك وجعل فيها الرواسي وغيرها في يومين ، فتلك أربعة أيام للأرض.
وعن الرابع : بأنّ كان وإن كانت للماضي لكن لا تستلزم الإنقطاع ، بل المراد أنّه لم يزل كذلك.
فأمّا الأوّل فقد جاء فيه تفسير القرآن نفي المساءلة عند تشاغلهم بالصعق والمحاسبة والجواز على الصراط ، وإثباتها فيما عدا ذلك أيضاً ... ».
وقال : « وقد أخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أنّ