يهودياً قال له : إنّكم تزعمون أنّ الله كان عزيزاً حكيماً فكيف هو اليوم؟ فقال : لأنّه كان في نفسه عزيزاً حكيماً.
« موضع آخر » توقف فيه ابن عباس.
قال أبو عبيد : حدثنا إسمعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، قال : سأل رجل ابن عباس عن (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) (١) ، وقوله : (فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٢) ، فقال ابن عباس : هما يومان ذكرهما الله تعالى في كتابه الله أعلم بهما.
وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه وزاد : « ما أدري ما هي ، وأكره أن أقول فيهما ما لا أعلم ».
قال ابن أبي مليكة : فضربت البعير حتى دخلت على سعيد بن المسيب فسئل عن ذلك فلم يدر ما يقول ، فقلت له : ألا أخبرك بما حضرت من ابن عباس؟ فأخبرته ، فقال بن المسيب للسائل : هذا ابن عباس قد اتقى أن يقول فيها وهو أعلم منى.
وروى عن ابن عباس أيضاً : أنّ يوم الألف هو مقدار سير الأمر وعروجه إليه ، ويوم الألف في سورة الحج هو أحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات ، ويوم الخمسين ألف هو يوم القيامة.
فأخرج ابن أبي حاتم من طريق سماك ، عن عكرمة ، عن ابن
____________
(١) السجدة / ٥.
(٢) المعارج / ٤.