أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : « إنّ القرآن ذو شجون وفنون ، وظهور وبطون لا تنقضي عجائبه ، ولا تبلغ غايته ، فمن أوغل فيه برفق نجا ، ومن أوغل فيه بعُنف غوى.
أخبار وأمثال ، وحرام وحلال ، وناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وظهر وبطن ، فظهره التلاوة وبطنه التأويل ، فجالسوا به العلماء ، وجانبوا به السفهاء ، وإياكم زلّة العالم » (١).
فهذا الأثر عنه يكشف عن سعة مداركه في معارفه القرآنية ، حيث ذكر علوم القرآن وما اشتملت عليه من المعارف التي كان متضلعاً بها فأفاض بذكرها.
وكان يقول : « القرآن كلّه إياك أعني وأسمعي يا جارة » (٢).
ولا شك في أنّه أخذ جميع ذلك من مصدر الوحي الذي كان يقول
____________
(١) الدر المنثور ٢ / ٦ط أفست إسلامية.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٤٦٥.