وفي رواية ابن طيفور في « بلاغات النساء » : « هل أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ... » (١).
وقد روى ابن عباس هذه الخطبة عن العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، كما سمّاها هو بالعقيلة.
قال أبو الفرج الأصبهاني في « مقاتل الطالبيين » : « والعقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك. فقال : حدثتني عقيلتنا زينب بنت عليّ ... » (٢).
وروايته عن العقيلة زينب من باب رواية الأكابر عن الأصاغر ، لأنّه كان أكبر منها سنّاً ، وإن لم يكن كذلك شأناً ، فإنّ ولادته كانت قبل الهجرة بثلاث سنين فهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وهي يومئذ ابنت ست سنين ، ولا ضير في ذلك. على أنّ ابن عباس قد سمع بعد ذلك من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كلامه في العام والخاص ، لأنّ الإمام عليّ عليه السلام ذكر ذلك في بعض خطبه ، كما ورد في « نهج البلاغة » شذرات فيها ذكره العام والخاص.
ففي أوّل خطبة في النهج قال عليه السلام : « فقبضه ـ الله تعالى ـ إليه كريماً صلى الله عليه وآله وسلم ، وخلّف فيكم ما خلّفت الأنبياء في أممها ، إذ لم يتركوهم هملا ، بغير طريق واضح ، ولا علم قائم ، كتاب ربكم فيكم ، مبيناً حلاله
____________
(١) بلاغات النساء / ٢١١ ط مصر ١٣٢٦ هـ ١٩٠٨ م.
(٢) مقاتل الطالبين / ٩٥ تحقيق صقر ط مصر.