قال : « فصل : يقول عليّ بن موسى بن طاووس :
ومن عجيب ما وقفتُ عليه ورويته من تفاسير القرآن المجيد والاختلاف فيه بين الموصوفين بالتأييد ، اقتصار كثير من المسلمين في المعرفة بمكيّة من مدنيّة وعدد آياته ووجوه قراءاته على القرّاء السبعة والعشرة وعلى مجاهد وقتادة وعطاء والضحاك وأمثالهم ، وقد كان ينبغي نقل ذلك مسنداً عن المهاجرين الأوّلين والأنصار السابقين والبدريّين ومَن كان حاضراً لأوّل الإسلام وآخره ومطلعاً على سرائره.
فصل : وحيث ذكروا واحداً من الشجرة النبوية والعترة المحمدية ، اقتصروا في كثير ما نقلوه على الشاب المعظّم الذي كان له عند وفاة النبيّ صلوات الله عليه وآله عشر سنين ، وعلى رواية بعضهم ثلاث عشرة سنة.
فأين كهول بني عبد المطلّب وشيوخهم؟! فأين شيوخ بني هاشم؟! وأين شيوخ قريش الذين عاصروا جميع أيّام الرسالة وعاشروا حين نزول القرآن وسمعوه مشافهة من لفظ النبوّة ومحلّ الجلالة؟! وما الذي منع أن يلازموا جميع علماء الثقل الذين قرنهم الله جلّ جلاله بكتابه المهمين على كلّ كتاب ، الذين جعلهم النبيّ صلوات الله عليه وآله خلفاء منه وشهد أنّهم لا يفارقون كتابه إلى يوم الحساب؟! وما الذي منع أن ينقلوا تفسير القرآن كلّه عمّن شهدوا أنّه أعرف الأمّة بنزول القرآن وفضله؟! كما ذكر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري في كتاب « الاستيعاب » ، وهو ممّن لا يتّهم في نقل فضائل أهل بيت النبوّة ، فإنّه من ذوي الخلاف والمعروفين بالإنحراف.