فقال في الجزء الثالث منه ، في باب عليّ بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ما هذا لفظه :
وروى معمّر ، عن وهب بن عبدالله ، عن أبي الطفيل ، قال : شهدت عليّاً يخطب وهو يقول : « سلوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فو الله ما من آية إلاّ وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل » (١).
أقول : وقال أبو حامد الغزالي في كتاب « بيان العلم اللّدني » ، في وصف مولانا عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ما هذا لفظه :
وقال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدخل لسانه في فمي ، فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كلّ باب ألف باب ».
وقال صلوات الله عليه وآله : « لو ثنّيت لي وسادة وجلست عليها لحكمت لاهل التوراة بتوراتهم ولاهل الانجيل بإنجيلهم ولاهل القرآن بقرآنهم » (٢).
وهذه المرتبة لا تنال بمجرّد التعلّم ، بل يتمكّن المرء في هذه الرتبة بقوّة العلم اللّدني.
وقال عليّ عليه السلام لمّا حكى عهد موسى : « إنّ شرح كتابه كان أربعين حملاً (٣) ، لو أذن الله ورسوله لي لاشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتّى
____________
(١) الاستيعاب ٣ / ٢٠٨ رقم ١٨٧٥.
(٢) ض : بقراءاتهم.
(٣) ب : جملاً.