قال : فقال لي : « ما تفسير الالف من الحمد ، والحمد جميعاً؟ ».
قال : فما علمت حرفاً فيها أجيبه.
قال : فتكلّم في تفسيرها ساعة تامّة ، ثمّ قال لي : « فما تفسير اللاّم من الحمد؟ ».
قال : فقلت : لا أعلم.
قال : فتكلّم في تفسيرها ساعة تامّة ، ثمّ قال : « فما تفسير الحاء من الحمد؟ ».
قال : فقلت : لا أعلم.
قال : فتكلّم في تفسيرها ساعة تامّة ، ثمّ قال لي : « فما تفسير الميم من الحمد؟ ».
قال : فقلت : لا أعلم.
قال : فتكلّم في تفسيرها ساعة ، ثمّ قال لي : « فما تفسير الدال من الحمد؟ ».
قال : قلت : لا أدري ، فتكلّم فيها إلى أن برق عمود الفجر.
قال : فقال لي : « قم يا أبا عبّاس إلى منزلك فتأهّب لفرضك » ، فقمتُ وقد وعيت كلّما قال.
قال : ثمّ تفكّرتُ فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ عليه السلام كالقرارة في المثعنجر.
قال : القرارة الغدير ، والمثعنجر البحر.
أقول أنا : فهل رأيت أعجب من قوم فيهم من القرابة والصحابة مولانا عليّ عليه السلام الذي كان في أوّل الإسلام وإلى حين دفن محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يستغيث على المنابر ويسمع الحاضر ويبلغ إلى الغابر بمثل هذه المقالة التي ذكرناها عن ابن عبد