والأنصار الذين كانوا يحوطونه ، فراجع تجد ذلك مفصلاً. فلا حاجة بنا إلى إعادته إلاّ ما اقتضى المقام التذكير به ، لتنبيه القارئ إلى بطلان زعم الزاعم أنّ عامّة علم ابن عباس ـ حبر الأمة ـ كان من ثلاثة عمر وعليّ وأبيّ ابن كعب؟
وهذا إن صح في أخذه عن عليّ عليه السلام وإن صح بعضه في أخذه عن أبيّ ، فلا يصحّ في أخذه عن عمر كما أشرنا إلى ذلك!
ولو بحثنا عن منشأ مقولة الزعم هذا ، لوجدناها رواية يرويها ابن كثير بقوله : « وقال أحمد : عن عبد الرزاق ، عن معمّر ، قال : عامّة علم ابن عباس من ثلاثة : عمر وعليّ وأبيّ بن كعب » (١).
وهذه المقولة رواها ابن كثير نقلاً عن أحمد ولم يذكر مصدره في حكايته لها عن أحمد!
وقد بنى على هذه المقولة بعض الدارسيَن من المحدَثين في دراسته « تفسير ابن عباس » ، وكان حذراً إذ لم يجد شاهداً فاكتفى بذكرها ولم يعقب عليها (٢).
ولكن الدارس الآخر (٣) حاول أن يبني هرماً من الوهم ـ على أحسن الظنّ به في التقدير ـ فجعل من الشواهد على ذلك سؤال ابن
____________
(١) البداية والنهاية ٨ / ٢٩٨.
(٢) الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي ، تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة. جامعة ام القرى بمكة المكرمة.
(٣) عبد المجيد محمد أحمد الدوري ، تفسير ابن عباس دراسة وتحليل ـ اطروحة مقدمة إلى كلية الشريعة في جامعة بغداد لنيل الماجستير.