ويجد في الأولى والثالثة ذكر المدّة التي مكث ابن عباس فيها يريد مساءلة عمر وهي سنة ، وليس لها ذكر في الثانية!
ولا يعنيني ذكر التفاوت في روايات البخاري ، فذلك الحال منه مألوف ومعروف لدى الباحثين ، لكن الذي يعنيني أنّ الذي ذكره الدارس العراقي مشيراً إليه هو هذا الحديث ، وهو كما ترى ليس فيه ما يصلح للإستدلال على تلمذة ابن عباس عند عمر في التفسير.
كما أنّه ليس فيه مايدلّ « على مدى هيبة ابن الخطاب في نفس تلميذه »؟ على أنّ رواية الهيبة التي ذكرها البخاري ورد فيها أنّ ابن عباس مكث سنة يريد أن يسأل عمر ... الخ. بينما ذكر الدارس أنّه مكث سنتين! وأحسبه لم يراجع البخاري في هذا المقام ، ولعلّه استفاد ذلك من ابن عبد البر حيث ذكر في « جامع بيان العلم » باب « في هيبة المتعلم للعالم » ، فذكر أوّلاً حديث عبيد بن حنين وفيه « مكث سنة » وليس فيه ذكر الهيبة ، فعقب عليه بقوله : « قال أبو عمر : لم يمنع ابن عباس من سؤال عمر عن ذلك إلاّ هيبته ، وذلك موجود في حديث ابن شهاب » (١).
ثم ساق بسنده حديثه وفيه ذكر الهيبة كما فيه التزيّد على السنة سنة أخرى فصارتا سنتين.
____________
(١) جامع بيان العلم ١ / ١٣٥ باب ( في هيبة المتعلم للعالم ).