تطهيرا ) (١). فلما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله أنا وأخي وأمي وأبي ، فجللنا ونفسه في كساء لام سلمة خيبري ، وذلك في حجرتها وفي يومها ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وهؤلاء أهلي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة ( رضياللهعنها ) : أدخل معهم يا رسول الله؟ فقال لها صلىاللهعليهوآله يرحمك الله ، أنت على خير وإلى خير ، وما أرضاني عنك! ولكنها خاصة لي ولهم.
ثم مكث رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه الله إليه ، يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر فيقول : ( الصلاة يرحمكم الله ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ).
وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بسد الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا ، فكلموه في ذلك ، فقال : « إني لم أسد أبوابكم وافتح باب علي من تلقاء نفسي ، ولكني اتبع ما يوحى إلي ، وإن الله أمر بسدها وفتح بابه ) فلم يكن من بعده ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله ويولد فيه الأولاد غير رسول الله وأبي علي ابن أبي طالب عليهاالسلام تكرمة من الله ( تعالى ) لنا ، وفضلا اختصنا به على جميع الناس.
وهذا باب أبي قرين باب رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجده ، ومنزلنا بين منازل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وذلك أن الله أمر نبيه صلىاللهعليهوآله أن يبني مسجده ، فبنى فيه عشرة أبيات تسعة لبنيه وأزواجه وعاشرها وهو متوسطها لأبي فها هو لبسبيل مقيم ، والبيت هو المسجد المطهر ، وهو الذي قال الله ( تعالى ) : ( أهل البيت ) فنحن أهل البيت ، ونحن الذين أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا.
أيها الناس ، إني لو قمت حولا فحولا أذكر الذي أعطانا الله عزوجل وخصنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيه صلىاللهعليهوآله لم أحصه ، وأنا ابن النبي النذير البشير ، السراج المنير ، الذي جعله الله رحمة للعالمين ، وأبي علي ، ولي المؤمنين ، وشبيه هارون ، وإن معاوية بن صخر زعم أني رأيته للخلافة أهلا ، ولم أر نفسي لها
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.