الأصحاب لا يصلح له ، خصوصا إذا قطعت أكثر الأصحاب بأنّ الشهرة موافقة له.
ويؤيّده مضافا إلى الشهرة مصير من لا يعتمد في الشرعيّات إلّا على اليقين إليه » (١) ، وإنّما ذكر ذلك في دفع ما أورد على الإجماع المنقول بوهنه بمصير الأكثر ، كما يستفاد من كلام بعض الأصحاب إلى خلافه ، وبهما يدفع بمثل ما ذكره ما عن المعتبر (٢) ـ في المناقشة في الإجماع المذكور ـ : « من أنّه لا [تصفح] (٣) إلى من يدّعي الإجماع هنا » فإنّه يدّعي الإجماع في محلّ الخلاف ، فيقال : وجود الخلاف لا ينافي تحقّق الإجماع ، لأنّ حجّيّته من باب الكشف عن قول الحجّة وذلك ممكن مع الخلاف ، فلو ادّعاه مدّع وكان ثقة وجب قبوله ، ولا يخفى ما في هذه الكلمات ، وتفصيله موكول إلى محلّه.
وثانيها : ما حكاه في المختلف (٤) عن الصدوق وجماعة القمّيّين ، ومال هو (٥) إليه حيث جعله أقوى ، من أنّه ما كان ثلاثة أشبار طولا في عرض في عمق فخالفوا الأوّلين بإسقاط النصف عمّا حدّوه به ، وعليه يكون مبلغ تكسيره سبعة وعشرين شبرا ، ويظهر من ثاني الشهيدين (٦) الميل إليه ، ونسبه في المناهل (٧) وغيره إلى المقدّس الأردبيلي (٨) والمحقّق في المعتبر (٩) ، وعن المجلسيّين في الحديقة (١٠) والبحار (١١) ، وعن شيخنا البهائي واستاد الكلّ في حبل المتين (١٢) والمشارق (١٣) ، وعن الشيخ عليّ في بعض حواشيه (١٤).
وثالثها : ما نسبه في المختلف (١٥) إلى ابن الجنيد من أنّ حدّه قلّتان ، ومبلغه وزنا ألف ومائتا رطل ، وتكسيره بالذرع نحو مائة شبر ، ثمّ قال : وهو قول غريب ، لأنّ اعتبار الأرطال يقارب قول القمّيّين ، فيكون مجموع أشباره تكسيرا في قولهم : سبعة وعشرين شبرا.
__________________
(١) المناهل ـ كتاب الطهارة (مخطوط) ـ الورقة : ١١٣.
(٢) المعتبر : ١٠. (٣) وفي المصدر : « ولا تصغ ».
(٤) مختلف الشيعة ١ : ١٨٣.
(٥) قال في مختلف الشيعة ـ بعد تزييف أدلّة المشهور ـ : « والأقوى قول ابن بابويه » ١ : ١٨٣.
(٦) الروضة البهيّة ١ : ٣٤.
(٧) المناهل ـ كتاب الطهارة (مخطوط) ـ الورقة : ١٠٩.
(٨) مجمع الفائدة والبرهان ١ : ٢٥٩.
(٩) المعتبر : ١٠. (١٠) حديقة المتّقين ـ للتقي المجلسي (ره) ـ لم نعثر عليها.
(١١) بحار الأنوار ١٩ : ٧٧. (١٢) الحبل المتين : ١٠٨ حيث قال : « والقول به غير بعيد ».
(١٣) مشارق الشموس : ١٩٧.
(١٤) حكى عنه البهائي قدسسره في الحبل المتين عن حواشيه على المختلف. [الحبل المتين : ١٠٨].
(١٥) مختلف الشيعة ١ : ١٨٣.