حرف الكاف
في آباء الأحمدين
٨٨ ـ أحمد بن كثير
أحد الصالحين (١)
حكى عنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي.
أخبرنا أبو الفضائل ، ناصر بن محمود بن علي ، نا علي بن أحمد بن زهير ، نا علي بن محمّد بن شجاع ، أنا تمام بن محمّد ، نا أبو يعقوب الأذرعي ، نا أحمد بن كثير ، قال : صعدت إلى موضع الدّم في جبل قاسيون ، فسألت الله عزوجل الحجّ فحججت ، وسألته الجهاد فجاهدت ، وسألته الرباط فرابطت ، وسألته الصّلاة [في بيت المقدس](٢) فصلّيت ، وسألته أن يغنيني عن البيع والشراء فرزقت ذلك كله. ولقد رأيت في المنام كأني أنظر في ذلك الموضع قائما أصلّي فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر ، وعمر ، وهابيل بن آدم. فقلت له : أسألك بحق الواحد الصّمد وبحق أبيك آدم ، وبحق هذا النبيّ ، هذا دمك؟ قال : إي والواحد الصمد ، إن هذا دمي جعله الله آية للناس ، وإني دعوت الله ربّ أبي آدم ، وأمّي حواء ، ومحمّد النبيّ المصطفى : اجعل دمي مستغاثا لكلّ نبيّ وصدّيق ومؤمن ، دعا فيه فتجيبه ، وسألك فتعطيه ، فاستجاب الله لي ، وجعله طاهرا آمنا ، وجعل هذا الجبل آمنا ومغنيا (٣) ثم وكل الله عزوجل به ملكا ، وجعل معه من الملائكة بعدد النجوم يحفظون من أتاه ، لا يريد إلّا الصّلاة فيه. فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) بالأصل «الصالحي» والمثبت «أحد الصالحين» عن م.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن م.
(٣) كذا بالأصل والمختصر ، وفي المطبوعة ٧ / ١٥٢ ومغيثا وفي م : «معيثا».