أغويتهم وأخرجتهم من الجنة؟ قال : فقال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، وألقى عليك محبة منه؟ ـ فذكر هذا ونحوه ممّا فضّله الله به ـ قال موسى : نعم ، قال آدم : فلم تلومني على عمل قد كتبه الله عليّ أن أعمله ، قبل أن أخلق؟ قال : فحجّ آدم موسى» [١١٩٥].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد نا عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز ، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام ، نا أبو جعفر أحمد بن عمر بن أبان بن الوليد بن شدّاد الفارسي ، نا محمّد بن عبد العزيز البغدادي. بحديث ذكره.
٥٣ ـ أحمد بن عمر بن الأشعث ، ويقال ابن أبي الأشعث
أبو بكر السّمرقندي
سكن دمشق مدة ، وكان يكتب بها المصاحف ، ويقرئ القرآن.
وسمع بدمشق أبا علي بن أبي نصر ، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني.
روى عنه أبو الفضل كباذ (١) بن ناصر بن نصر المراغي الحداد ، وحدثنا عنه ابنه أبو القاسم.
سمعت أبا الحسن بن قبيس يذكر أن أبا بكر السّمرقندي كان يكتب المصاحف من حفظه ، فكان إذا فرغ من الوجه كتب الآخر إلى أن يجفّ ، ثم يكتب الوجه الذي بينهما ، فلا يكاد أن يزيد ولا أن ينقص. قلت له لعله كان يكتب في مقدار واحد فلا يختلف عليه ، فقال : بل كان يكتب في قطع كبير وقطع صغير.
وكان لجماعة من أهل دمشق فيه رأي حسن ، فسمعت أبا الحسن بن قبيس يذكر أنه خرج مع جماعة إلى ظاهر البلد في فرجة ، فقدموه يصلي بهم وكان مزّاحا فلما سجد بهم تركهم في الصّلاة ، وصعد في شجرة فلما طال عليهم انتظاره ، رفعوا رءوسهم فلم
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة ٧ / ٧٥ كناز. وفي م : كمار.