المخزومي عن مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد قال : خرجت مع سعيد بن المسيّب في ليلة ظلماء مطيرة ومعي سراج أو شمعة فقال سعيد : ما هذا؟ قلت : نستضيء به حتى ندخل منزلنا فقال : لا حاجة لنا في هذا ، نور الله أفضل من هذا ، سمعت أبا هريرة يقول :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«بشّر المشّائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة» [١٢٨١].
قال مالك بن أنس : هم عندنا شهداء العتمة.
١٣٨ ـ أحمد بن محمّد بن حمدون بن بندار
أبو الفضل الشرمقاني الفقيه الأديب
وشرمقان (١) من ناحية نسا.
سمع بدمشق وغيرها أبا الحسن بن جوصا ، والحسن بن سفيان ، وأبا عروبة ، ومسدّد بن قطن القشيري ، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا محمّد عبد الله بن زيدان بن يزيد البجلي (٢) ، ومحمّد بن المسيّب الأرغياني.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعد أحمد بن محمّد الماليني.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : أحمد بن محمّد بن حمدون الفقيه ، أبو الفضل الشرمقاني وكان أحد أعيان مشايخ خراسان في الفقه والأدب وكثرة طلب الحديث : بخراسان والعراقين والشام والجزيرة والحجاز. سمع المسند الكبير والأمهات لأبي بكر بن أبي شيبة ، من الحسن بن سفيان ، وكان يكثر المقام بنيسابور ، فلما قلّدت المظالم بنسا جمع إليّ جملة من كتبه ، وانتقيت عليه ، وآخر ما فارقته بنسا في رجب من سنة إحدى وستين وثلاثمائة ، ثم توفي بالشرمقان يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ستّ وستين وثلاثمائة.
__________________
(١) الضبط عن ياقوت ، نصا ، وهي بليدة بخراسان من نواحي أسفرايين في الجبال ، بينها وبين نيسابور أربعة أيام. وذكر ياقوت ترجمته نقلا عن ابن عساكر.
(٢) في ياقوت : وأبا عبد الله محمد بن زيدان بن يزيد الجبلي.