ومراتبهم ؛ وهو أوحد مشايخ وقته في بابه وطريقته. توفي في ذي الحجة سنة تسع وستين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد [بن عطاء](٢) ، أبو عبد الله الروذباري (٣). شيخ الصّوفية في وقته ؛ نشأ ببغذاذ وأقام بها دهرا طويلا ، ثم انتقل عنها فنزل صور ـ من بلاد ساحل الشام ـ وحدّث عن أبي بكر بن أبي داود ، [و](٢) القاضي المحاملي ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، وغيرهم. وفيما روى أحاديث وهم فيها وغلط غلطا فاحشا ، فسمعت أبا عبد الله محمّد بن علي الصّوري يقول : حدثونا عن أبي عبد الله الروذباري عن إسماعيل بن محمد الصفار ، عن الحسن بن عرفة أحاديث لم يروها الصّفار عن (٤) ابن عرفة. قال الصّوري : ولا أظنه ممن كان يتعمد الكذب. لكنه شبّه (٥) عليه.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال : قال والدي الأستاذ أبو القاسم : ومنهم أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري (٣) شيخ الشام في وقته مات بصور سنة تسع وستين وثلاثمائة.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الصّوري : أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمّد بن عطاء ، أبو عبد الله الروذباري (٣) ، الصّوفي أحد الصّلحاء المشهورين والأتقياء المذكورين ، ذو همّة في التصوف عالية ، وطريقة راجحة وافية ، وله فيه عدة تصانيف. طاف وسمع ، واستوطن صور.
أخبرنا أبو (٦) الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٧) : أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو عبد الرحمن السلمي ،
__________________
(١) الخبر في تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٦.
(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن تاريخ بغداد.
(٣) بالأصل «الروذبادي» خطأ.
(٤) بالأصل «بن» والمثبت عن م وتاريخ بغداد.
(٥) في تاريخ بغداد : اشتبه.
(٦) بالأصل «سمع بها» والصواب ما أثبت عن م والمطبوعة ٧ / ١٥.
(٧) الخبر في تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٧.