الآيات
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها (١٥))
التّفسير
عاقبة مرّة للطغاة :
عقب التحذير الذي أطلقته الآية السابقة بشأن عاقبة من ألقى بنفسه في أو حال العصيان ، قدمت هذه الآيات مصداقا تاريخيا واضحا لهذه السنّة الإلهية ، وتحدثت عن مصير قوم «ثمود» بعبارات قصيرة قاطعة ذات مدلول عميق.
«الطغوى» و «الطغيان» بمعنى واحد وهو تجاوز الحد ، وفي الآية تجاوز الحدود الإلهية والعصيان أمام أوامره (١).
«قوم ثمود» من أقدم الأقوام التي سكنت منطقة جبلية بين «الحجاز» و «الشام». كانت لهم حياة رغدة مرفهة ، وأرض خصبة ، وقصور فخمة ، غير أنّهم لم
__________________
(١) ذكر بعض علماء اللغة أن «الطغوى» مشتقّة من مادة ناقص واوي (طغو) و «الطغيان» من مادة ناقص يائي (طغي).