وذكرت السّورة المبحوثة نوعين منها : الرحيق المختوم و «التسنيم» في حين ذكرت سورة الدهر أنواعا اخرى ، وفي سور اخرى ـ وقد تعرضنا لها في محلها.
وتؤكّد الأحاديث والرّوايات على أنّ تلك الأشربة خالصة لمن تنزّه عن الولوغ في خمور الدنيا الخبيثة.
فعن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : «يا عليّ من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم» (١).
وفي حديث آخر أنّه عليهالسلام سأله عن هذا الترك أنّه حتى لو كان : «لغير الله»؟ ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نعم والله ، صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى عن ذلك» (٢).
نعم ، فهؤلاء من أولي الألباب ، الذين تناولت ذكرهم الآية (١٩٣) من سورة آل عمران ، واولي الألباب مع الأبرار في تناول تلك الأشربة الطاهرة.
وروي عن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليهالسلام أنّه قال : «من سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم» (٣).
وجاء في حديث آخر : «من صام لله في يوم صائف ، سقاه الله من الظمأ من الرحيق المختوم» (٤)
* * *
__________________
(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٣٤ ، الحديث ٤٠.
(٢) المصدر السابق ، الحديث ٣٧.
(٣) المصدر السابق ، الحديث ٣٥.
(٤) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٥٦.