سلا الله عليك يا أمير المؤمنين.
* * *
بحوث
الأوّل : التوحيد
التوحيد ، يعني وحدانية ذات الله تعالى ونفي أي شبيه ومثيل له. وإضافة إلى الدليل النقلي المتمثل في النصوص الدينية ثمّة دلائل عقلية كثيرة أيضا تثبت ذلك نذكر قسما منها باختصار :
١ ـ برهان صرف الوجود : وملخصه أن الله سبحانه وجود مطلق لا يحده قيد ولا شرط ، ومثل هذا الوجود سيكون غير محدود دون شك ، فلو كان محدودا لمني بالعدم ، والذات المقدّسة التي ينطلق منها الوجود لا يمكن أن يعترضها العدم والفناء ، وليس في الخارج شيء يفرض عليه العدم ، ولذلك لا يحدّه حدّ.
من جهة اخرى لا يمكن تصوّر وجودين غير محدودين في العالم. إذ لو كان ثمّة وجودان لكان كلّ واحد منهما فاقدا حتما لكمالات الآخر ، أي لا يملك كمالاته ومن هنا فكلاهما محدودان. وهذا دليل واضح على وحدانية ذات واجب الوجود (تأمل بدقّة)
٢ ـ البرهان العلمي : عند ما ننظر إلى الكون الذي يحيط بنا ، نلاحظ في البداية موجودات متفرقة ... الأرض والسماء والشمس والقمر والنجوم وأنواع النباتات والحيوانات. وكلما ازددنا إمعانا في النظر ألفينا مزيدا من الترابط والانسجام بين أجزاء هذا العالم وذراته ، وظهر لنا أنّه مجموعة واحدة تتحكم فيها جميعا قوانين واحدة.
ومهما تقدم العلم البشري اكتشف مزيدا من ظواهر وحدة أجزاء هذا العالم