واستمر حسن بن منصور نافذا الكلمة ضابطا لما تحت يده من البلاد ثلاث [سنوات](١) الى سنة ٣٣٦ كما في أنباء الزمن.
فخرج ذات يوم من مسور إلى محل يعرف بعين محرم (٢) ، واستخلف على مسور ابراهيم بن عبد الحميد التّباعي جدّ بني المنتاب سلاطين مسور فلما وصل عين محرم ، وثب عليه عامله المعروف بابن العرجاء ، وقتله طمعا في السيادة ورغبة في الاستبداد :
استووا بالأذى ضرّا وبالش |
|
ر ولوعا وبالدماء نهامة |
وما كادت أنباء قتله تتصل بابراهيم بن عبد الحميد حتى أظهر مكنون سرّه واحتجن (٣) الأمر لنفسه :
ولربما زلق الحمار |
|
فكان من غرض المكاري |
وبادر بإخراج أولاد منصور بن حسن وحريمه إلى جبل بني أعشب فتخطّتهم الناس وأبادوهم قتلا وتنكيلا ، وسبوا حريمهم ، ولم يبقوا على احد منهم واتفق ابن العرجاء (٤) وإبراهيم بن عبد الحميد على قسمة البلاد بينهما ، وانضوى إبراهيم في أهل السنة وخطب لخليفة بغداد ، وراسل ابن زياد وسأله أن يرسل إليه برجل من قبله للإشراف على الإدارة ، فلم يحفل ابن زياد بما أظهر من الانقياد وأسرّ له سوءا في ارتغا ، وأوعز إلى معتمده الذي أرسله من قبله ، ويعرف بالسّراج أن يقتل إبراهيم بن عبد الحميد ، عند أول فرصة تلوح له ، وكان ابراهيم قد اجلّ ممثل ابن زياد وأكرمه حتى بلغه ما اعتزم من الغدربة ، فقبض عليه ، وحلق رأسه ولحيته ونفاه من بلاده ، وقطع مواصلة
__________________
(١) ساقط من الأصل والزيادة من عندنا لأن هذا مراد المؤلف رحمه الله.
(٢) سبق ذكره في حوادث علي بن الفضل.
(٣) احتجن الشيء جذبه بالمحجن وهو العود المعطوف.
(٤) في قرة العيون ج ١ ص ٢١٥ العرجي.