أحد تلامذة الفيلسوف الكندي ، عنى فيه بوجه خاص بالخرائط ، فصور العراق في زمانه سنة ٣٠٩ ه بخريطة جعلها ياقوت الحموي دليله في رحلته كما نوه به في كتابه : إرشاد الأريب.
وكذلك فعل الشريف محمد الادريسي في كتابه : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، وهو من أجل الكتب الجغرافية وأنفسها ، وبه خريطة للبلاد المصرية وكان تأليف الكتاب المذكور بعناية (روجر الثاني) ملك صقلية وتايلي منتصف القرن السادس.
والمستبصر في تاريخه لجزيرة العرب صور فيه أهم مدن الحجاز واليمن في أيامه ، وذكر طرقها وتاريخ اختطاطها ، ومقدار المسافات إليها.
ومن أمثلة تقارير سواح المسلمين تقرير احمد بن فضلان سفير المقتدر العباسي في بلاط ملك البلغار سنة ٣٠٩ ه ذكر فيه أحوال البلاد الطبيعية وعادات السكان وأخلاقهم وتقاليدهم باسلوب ممتع أورده ياقوت في معجمه.
وتقرير إبراهيم بن يعقوب احد تجار المغرب عن رحلته إلى أوربا والمانيا ، وأبو دلف مسعر بن مهلهل عن الهند وتركستان وأبو الريحان محمد بن أحمد البيروني عن الهند أيضا.
والقاضي الحسن بن أحمد الحيمي الصنعاني ، سفير الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد ، إلى ملك الحبشة وصف فيه حالة البلاد الطبيعية والسياسية وبلاط ملك الحبشة ، وما كان يحتوي عليه من دسائس الرؤساء والقواد ونحو ذلك.
(١) تلك نظرة إجمالية وكلمة عامة عن المصادر التاريخية العربية كان إيرادها لبيان ما يعترض الباحث أو المؤرخ من عقبات في تاريخنا القديم على جهة
__________________
(١) الحكمة : العدد ١٠ ، السنة الثانية ، المجلد الثاني ، شعبان ١٣٥٩ ه (سبتمبر / اكتوبر ١٩٤٠ م) ص ٢٩٥ ـ ٣٠١.