انكر (١) : انتهى. وذكر في حوادث سنة ٥٣٦ بيعته الاولى وأنه قصد مدينة الكدرا (٢) بمن بايعه ، وبها إذ ذاك القائد إسحاق بن مرزوق السحرتي فدحره عنها وأرجعه إلى الجبال فأقام بها ثم كتب إلى الحرّة علم يسألها الذّمة والعفو له ولأصحابه ، ففعلت على كره من أعيان دولتها وفقهاء بلادها ، وعاد إلى مزاولة أعمال الزراعة بوادي زبيدة مدة سنين حتى ماتت علم النجاحية سنة ٥٤٥.
وذكر الجندي والخزرجي وغيرهما خبر ثورته الأولى ومبايعته سنة ٣٨ ثم عودته إلى الجبال ، ومكث الى سنة ٥٤١ وكاتب الحرّة علم يسألها الذمّة ففعلت وعاد الى وطنه وأقام يستغل املاكه فلما ماتت الحرة في التاريخ المتقدم ، بايعه أصحابه البيعة الثانية بقرية القضيب من أوطان زبيد سنة ٥٤٦ ولما انتظمت له البيعة ، قام فيهم خطيبا ، فقال في خطبته : والله ما جعل الله فناء الحبشة إلّا بي وبكم ، وعمّا قليل ان شاء الله سوف تعلمون والله العظيم ربّ موسى وهارون وإبراهيم اني عليهم ريح عاد وصيحة ثمود ، واني احدثكم فلا أكذبكم ، واعدكم فلا أخلفكم ، ولئن كنتم أصبحتم قليلا لتكثرن ، أو وضعاء لتشرفن ، أو أذلّاء لتعزّن حتى تصيروا مثلا في العرب والعجم (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)(٣) فالاناة الاناة فوحق الله العظيم على كل مؤمن موحد لأخدمنكم بنات الحبشة واخواتهم ولأخولنكم اموالهم واولادهم (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)(٤) الآية
__________________
(١) يعني صاحب انباء الزمن المؤرخ يحيى بن الحسين المتوفي سنة ١٠٩٩. انظر هذا النصر في مختصر الكتاب المذكور المسمى غاية الأماني ص ٢٩٩.
(٢) الكدرا : مدينة خربة قديمة تقع في وادي سهام بين المراوعة والمنصورية.
(٣) الآية ٣١ سورة النجم.
(٤) الآية ٥٥ سورة النور. ـ عزلة الداشر والشرف وحصن قوارير اسما حصون ومحلات معروفة بوصاب السافل إلى الآن.