وانهدم كثير من القرى والحصون فسبحان المخوف بالآيات.
وفي الخزرجي (١) قال : وفي سنة ٥٤٩ سقطت حجر من السماء فوقعت في الصلاحفة موضع قريب من ذي جبلة ، ووقعت رجفة شديدة تزلزلت منها الأرض بأهلها ، وذلك في يوم الجمعة السادس من شهر ربيع الأول من السنة ، وانشقت السماء وسط النهار وظهر نجم وبعده دخان في المخلاف الأخضر (٢) ، وحصلت بعد ذلك زلزلة شديدة في اليمن من صنعاء إلى عدن هلك فيها عدد لا يحصى من النّاس ، وانهدم كثير من الحصون والقرى والمساكن ، وذكر أسماء الحصون والقرى والمساكن وعدد النفوس التي تلفت في هذا الزّلزال ، نرجو الله ان يعاملنا بلطفه ، وهو أرحم الرّاحمين.
وقال في المستبصر (٣) ما لفظه : ذكر المغلف والأسيخلة هما قريتان من أعمال الحبشة (٤) إحداهما المغلف والثانية الأسيخلة فبينما القوم فيما هم عليه من أحوالهم ، الرجال تحرث والنساء تغزل والحمير تتناهق ، والكلاب تتنابح إذ ارتفعوا عن أعين الخلق إلى يوم القيامة ولم يدر أحد ما أصابهم ، ولا ما فعل الله بهم ، ولا ما كان منهم وذلك سنة ٥٦٤ فبقوا مثلا إلى يوم الدين ، فيقال طار بك برق المغلف ، والاسيخلة ، وخسف بقرية العمالق من أعمال الأشعوب يماني صنعاء فأصبح الصباح ، ولم توجد عن القرية وأهلها ودوابهم من خبر سنة ٤٦٥ فاعتبروا يا أولي الأبصار انتهى.
وفيها تجهز الإمام من الجوف لحرب اسعد بن حسين صاحب شوابة وكان قد نكث بيعة الإمام واستدعى بقوم من همدان ، وجمع معهم من سفيان
__________________
(١) العسجد ص ١٣٢ وقرة العيون ج ١ ص ٣٦٢.
(٢) يعني إب ونواحيها.
(٣) المستبصر لابن المجاور.
(٤) في هذه الرواية خلط ـ كعادة ابن المجاور ـ بين الخيال والواقع وفي هذا الخبر تتبادر إلى ذهنه مواضع يمنية فنظنها في الحبشة وكذا في تحديد التاريخ وقد أوردها المؤلف من باب التشابه بين الحادثتين.